قسم اللغة العربية جامعة فلسطين الأهلية - بيت لحم ، فلسطين
المستخلص
لقد سعى هذا البحث إلى دراسة صورة الحصان بين شاعرين، هما : امرؤ القيس وعنترة بن شداد لمعرفة الجوانب التي امتاز بها أحدهما على الآخر، معتمداً على المنهج الوصفي، فتحدثت عن الحصان وأهميته ومکانته في مناحي الحياة العربية، وکشفت إيثارهم إياه على سائر الحيوانات ونيله الحظوة والحنان لدى العقل الجمعي العربي. ثم تحدثت عن الصورة الشعرية وملازمتها التعبير اللغوي في الشعر الذي لم يتخل عنها لأنها جوهره ، ومقياس الشاعرية، ومعيار التفاضل بين الشعراء لإنزالهم درجاتهم التي يستحقون ، ثم تحدثت عن صورة الحصان عند امرىْ القيس وعلى الرغم من تميزه في ذلک فإن وصفه رکز على الجوانب الجمالية الخارجية دون النفاذ إلى دواخل الحصان وروحه والتواصل معه والارتباط العاطفي به ، أما عنترة ابن شداد ففضلا عن اهتمامه برسم صورة خارجية مثالية لحصانه فإنه لم يقف عند هذا الحد بل نفذ إلى أعماقه وقرأ عواطفه وتحسس مشاعره وتلمس أحاسيسه وجعل منه إنساناً صديقاً يشرکه الفضل في کل انتصار قد تحقق،ومن هنا فقد تفوق عنترة على امرىء القيس في هذا الباب وإن کان السبق لامرىء القيس في أشياء کثيرة ابتکرها واستحسنتها العرب منه واتبعته فيها الشعراء ومن بينهم عنترة .