انتبه الفلاسفة فى کل العصور والمراحل التاريخية لخطور الدور الذي تلعبه القيم في بناء الحضارات، ويعد نيتشه فى تقديرى أبلغ من عبر عن خطورة القيم وجدتها فى حياة الإنسان، وتأکيداً لهذا الأمر رأى أن موجة العدمية التي أصابت الحداثة؛ ما هى إلا أزمة قيم فقدت کل رونقها وجدتها، فى ظل انحطاط الحضارة المادية الواثقة بسذاجة کبيرة فى التقدم العلمى والتقنى، وقد تمثل الحل من وجهة نظره في قلب منظومة القيم بغرض تنقيتها مما لحق بها من أفکار مغلوطة، تسببت فى شعور الإنسان الحديث بالاغتراب، وکانت سبباً مباشراً لکل ما لحق بالحضارة المعاصرة من تدهور واضمحلال. والمحاور الأساسية لهذا الموضوع وهى : أولاً: موقع القيم من فلسفة نيتشه ثانياً: جينالوجيا القيم وأبعادها الفلسفية 1-النقد الجينالوجى لقيمة الحق 2- النقد الجينالوجى لقيمة الخير 3- النقد الجينالوجى لقيمة الجمال ثالثا الخاتمة : هل ما قام به نيتشه من تحطيم للقيم يعد أمراً ضرورياً حقا ًأم لا ؟