تسعى الدراسة الراهنة إلى تسليط الضوء على دور الفضاء الإفتراضي فى تشکيل العقل النسوي، بالإضافة إلى محاولة تحديد العوامل التى أدت الى تغير عقلية المرأة وإعادة تشکيلها عبر صفحات الفيس بوک، فضلاً عن الوقوف على التحولات التي أحدثتها ثقافة الفضاء الافتراضي ـ الفيس بوک ـ على عقلية المرأة ولاسيما روابطها الأسرية والاجتماعية وعلاقات العمل، وکذا الکشف عن التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية التى سببها الفيس بوک، على عقلية المرأة، وکيفية تغير ميول وإتجاهات ومعتقدات ووعى المرأة عبر صفحات الفيس بوک، ورؤيتها للهيمنة الذکورية. وقد إعتمدت الدراسة الرؤية النظرية لدى يورجين هابرماس ( Jurgen Habermas ) حول الفضاء الإفتراضى والمجال العام، وکذا الرؤية النسوية المنادية بالمساواة بين الرجل والمرأة، وکذا إعتمدت الدراسة على إجراءات البحث الوصفى، واستخدام الإستبيان الإلکترونى بالتطبيق على عينة عشوائية قوامها (176) مفردة من مستخدمى شبکة التواصل الاجتماعي (الفيس بوک). وقد بينت النتائج رفض المرأة للهيمنة الذکورية، وکذلک إختلاف بين طريقة تعامل المرأة وتفاعلاتها على صفحات التواصل الاجتماعي ـ الفيس بوک ـ وبين تفاعلاتها وتعاملاتها المختلفة وفى شتى الجوانب الحياتية، فى عالم الواقع، إن تعرض المرأة لموضوعات وقضايا تمسها بصورة شخصية وتمس حياتها الخاصة، له بالغ الاثر فى تغير عقليتها. تنوع العوامل الثقافية والاجتماعية المؤثرة فى تغير عقلية المراة بعد استخدامها للفيس بوک، والتأثير السلبي لاستخدام المرأة للفيس بوک الذى أدى الى تغير عقليتها وتشکيلها بشکل جديد، لاسيما فيما يتعلق بعلاقتها بأسرتها وعملها وتعاملها مع المجتمع المحيط بها ومشارکتها فيه.