تعد قصيدة الرثاء إحدى عيون الشعر في الأدب العربي، وتفنن الكثير من الشعراء في إبداعها، وعند شوقي وحافظ والزهاوي العراقي موضع بحثنا هذا، فقد جاءت قصيدة" رثاء تولستوي" معبرة بقوة عن بعض الأمور ومنها الصورة التي عليها المرثِيِّ، وهذا البحث ينطلق من أن القصيدة عامة، والصورة البيانية خاصة، والمتمثلة في التشبيه والاستعارة والكناية هي طريقٌ معبد يضع الشاعر عليه قضاياه ورؤيته حول بعض الأمور والقضايا التي يراها ملحة لتبرز في ثوب موشى يعجب الناظرين ويحوي في ثناياه إجابة لأسئلة حول القضايا التي يجب أن تطفو على بحر القصيدة لتضرب أمواج دلالاتها القاريء فيرى جمالها وتبعث في نفسه الجمال والارتياح، إنها لمحات دالة على قضايا فكرية واجتماعية تعرض في معرض حسنٍ. ومن القضايا التي تبحثها قصيدة الرثاء عند الشعراء الثلاثة هي ما يتعلق بـ "تولستوي": حياتيا، والقضايا التي طالما دافع عنها في كتاباته المتعددة، وأيضاً صورة عصره، لذا، تأتي الأدوات البيانية من تشبيهات واستعارات وكنايات كشواهد تقود القاريء إلى الكشف عن تلك القضايا حين يعمد إلى استخراج ما وراءها، وتلك هي فعالية المعاني الثواني لها، وإشاراتها القوية التي تومض بين أجزاء كلماتها وتراكيبها، واختلفت الأدوات واختلفت أيضا القيم التي تحملها، فهناك القضايا المركزية التي تخاطب الأمة جمعاء، وهناك المحلية الخاصة بأبناء قومه، وكل ذلك في أسلوب جميل يأخذ بيد القاريء إليها، واختلف الشعراء الثلاثة حول تناول القضية الواحدة، وهذا ما أعطى البحث جدة وزاده تأثيرًا في المتلقي لهذه القصائد، ووضح أن قصيدة الرثاء يمكن أن تضحى نبراسًا يضيء لقارئه الطريق نحو التعبير القوي عما يدور من قضايا ومشكلات حوله.