منظر عقاب المرأة في مقبرة "باکت الثالث" حاکم مقاطعة الوعل في عصر الملک أمنمحات الأول في الأسرة الحادية عشرة، يعد هذا المنظر من المناظر الفريدة في نقوش جدران مقابر الأفراد في مصر القديمة حيث يُظهر عقاب إمرأة أخلت بالإلتزام الضريبي، ضمن مشاهد معاقبة رعاة ذکور بضربهم بالعصي، وطرحهم أرضاَ، وتقيدهم وسبهم بواسطة جباة الضرائب، وکان يسبقها مشاهد لعرض الماشية وتقدير الضريبة من الکتبة ومطالبة الرعاة بها. ظهر مع المرأة في المشهد صبي يجلس خلفها وسيدة عجوز تقف خلف الصبي وقد ظهرا عليهما تعبيرات الغضب والخوف والهلع. تمتعت المرأة في مصر القديمة بکافة الحقوق مساوية للرجل، بل فُضلت عليه بالرحمة بها، والترفق معها، حتى وإن کانت مُقصرة في إلتزامها الضريبي. اهتمت الإدارة في مصر القديمة بالثروة الحيوانية ووالتها اهتمام کبير، وفرضت ضرائب على الماشية منذ الدولة القديمة وحتى نهاية التاريخ المصري، ومنذ الدولة الوسطى خصصت يوم کل عام لإحصاء وعد الماشية وحساب ضريبتها ومحاسبة المقصرين في سداد الضريبة بعقوبة الضرب وهى أکثر العقوبات شيوعاً على الإطلاق واستخدمت في العديد من الجرائم الأخرى مثل السرقة وشهادة الزور والسب والقذف، وقد صور الفنان تفاصيل هذا اليوم على جدران المقابر مع مناظر الحرف الأخرى والصناعات وخاصاً على جدران مقابر حکام الأقاليم في الدولة الوسطى حيث تمتعت البلاد برواج أقتصادي کبير، المنظر مصحوباً ببعض الکلمات القليلة من اللغة الدارجة المستخدمة في التعاملات اليومية بين أصحاب المهن المختلفة واتخاذها لمصطلحات خاصة بکل طبقة ومهنة ، تعبر عن المناظر بکلمات قليلة مقتضبة لا يُفهم منها المعنى بالتحديد إلا من خلال السياق العام للموضوع .