كلية العلوم والدراسات الإنسانية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – حريملاء
المستخلص
يشتمل القَصَصُ القرآني على أبعاد سردية بلاغية مهمة بتنوعاتٍ كثيرة؛ تلك التي من شأنها أن تُسهم في إذكاء الجوانب العقدية التعبّدية لدى قارئيه، فضلا عن التذوق الأدبي البلاغي الناتج عن إعجاز القرآن وفصاحته، والمتمثل في مستوياته البلاغية بحسب علوم البلاغة الثلاثة: المعاني والبيان والبديع؛ مما يزيد في إيمان المؤمن، أو يبعث على الإيمان ابتداءً، وعلى أقل تقدير أن يبعث الإعجاب ويدفع إلى إطراء القرآن والإشادة به، كما حدث ويحدث قديمًا وحديثًا. أي أن هذه الأبعاد السردية البلاغية القرآنية تحمل أيضاً من الملامح البلاغية والنحوية والصّرفية والتركيبية والدّلالية قدرًا من شأنه أن يبرز المظاهر الإعجازية للقرآن الكريم. وتجيب هذه الورقة البحثية عن سؤال الجوهر البلاغي لقصة هدهد نبي الله سليمان - عليه السلام - معيدةً تحليل، أو بالأحرى تأويل البنيات البلاغية لمنطق الطير، واستكشاف الخصائص الإعجازية التي يقدِّمها تركيب الآيات، وأنساق التحاور الأفقي والعمودي بين نبي الله -عليه السلام- وسائر أطراف القصة القرآنية. إن هذا التحليل البلاغي لمنطق الطير ليكشف عن سلسلة من النتائج التربوية والتواصلية والسياسية التي وردت في الآيات الكريمة - موضوع الدّراسة- ومن خلالها يمكن توسيع النقاش البلاغي التأويلي لقصص القرآن؛ لينفتح - من ثم - على موضوعات قديمة في كتب تفسير القرآن؛ ولكنها حديثة ومعاصرة في معالم التحليل التأويلي لبلاغة القصص القرآني في كلام الله المعجز.