يستهدف البحث تتبع الدلالات السيميائية في رواية (الأزمنة المجنونة)، في محاولة للكشف عن دورها الإيحائي في تشكيل الفضاء السردي داخل الرواية، بهدف استقراء الرموز واستكشاف مدلولاتها المحتملة وإدراك فاعليتها التأثيري؛ إذ إن السرد هو أحد أكثر الأشكال الثقافية تبليغًا لذهنية الاختلاف، وهو الأبلغ على نقل وتأكيد الهويات الصغرى التي تتكأ على مخزون من الموروثات الثقافية والتاريخية والاجتماعية وتأكيدها لأمة ما من الأمم، فتتشكل تجربة الروائي لينقل جوانبًا من عالمه الواقعي أو الخيالي نحو متلقيه عبر خطاب تُصيغه علامات ظاهرة، ويتخفى من وراءها علامات ذات مضامين مستترة لا تبوح بمكنوناتها إلا من خلال البحث والتنقيب.