هذا البحث يدور حول: دراسة جانب مهم من جوانب الدرس النحوي، وهو الأصول النحوية التي ضعف على أساسها النحاة بعض الشواهد النحوية وردوا بعضها الآخر، حيث يتناول هذا البحث الشواهد الشعرية التي تطرق إليها الضعف النحوي في کتاب (خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب) للإمام عبد القادر بن عمر البغدادي (المتوفى: 1093هـ)، والتي تعد شرحا لشواهد مُحَمَّد بن الْحسن الشهير بالرضي الأستراباذي، والتي ذکرها ضمن شواهده في کتابه (شرح الکافية)، ثم استشهد بها البغدادي في الخزانة مع بقية شواهد الکافية، وقد کان النحاة في ذلک متأثرين بمنهج النقل المعتمد لدى علماء الحديث وأصول الفقه؛ ولهذا اشترطوا شروطاً للسماع تضبطه وتخرجه من دائرة الانتحال، والعبث والکذب، فحددوا زمنا معينا للاستشهاد سُمي فيما بعد بــ"زمن الاحتجاج "، وقد کان النحاة حريصين في التحري عن صحة الشواهد ومعرفة قائليها؛ لأن الأمر يتعلق باستخراج قواعد تضبط لغة القرآن، وتصوب الخطأ، وتمنع اللحن، وقد حاول البحث الوقوف على المعايير التي على أساسها حکم العلماء بضعف تلک الشواهد، ومن خلال تلک الشواهد يتضح موقف البغدادي من تلک المعايير وهل کان ناقلا لغيره؟ أو هل کان له رأى خاص؟ وهل أضاف شيئًا، أو جاء بشيء مخالف لمن سبقه من النحاة؟ وهل کان محقا فيما زعم ضعفه من الشواهد النحوية، أم جانبه في بعض أحکامه الصواب؟
)
مشاهدة على SCiNiTO