حسني عبد الوهاب ابراهيم, محمود. (2023). النظم القرآني ودلالاته في سورة نوح عليه السلام. المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط, 29(88), 463-618. doi: 10.21608/aakj.2023.235119.1545
محمود حسني عبد الوهاب ابراهيم. "النظم القرآني ودلالاته في سورة نوح عليه السلام". المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط, 29, 88, 2023, 463-618. doi: 10.21608/aakj.2023.235119.1545
حسني عبد الوهاب ابراهيم, محمود. (2023). 'النظم القرآني ودلالاته في سورة نوح عليه السلام', المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط, 29(88), pp. 463-618. doi: 10.21608/aakj.2023.235119.1545
حسني عبد الوهاب ابراهيم, محمود. النظم القرآني ودلالاته في سورة نوح عليه السلام. المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط, 2023; 29(88): 463-618. doi: 10.21608/aakj.2023.235119.1545
كلية البنات الأزهرية بالمنيا الجديدة ـــ جامعة الأزهر الشريف
المستخلص
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تناول البحث الدراسة البيانية لما ورد من مواضع استفهامية في هذه السورة وبيان أهمية الاستفهام وهذا من مميزات اللغة العربية حيث تتنوع أساليبها وصلاحيتها لمختلف العلوم، ولذلك فقد كرمها الله بأن جعلها لغة القرآن الكريم.
والاستفهام نوع من أنوع الإنشاء الطلبي وهو مبحث من مباحث علم المعاني وجاء على ضربين: ما هو ما يجري على المعنى الحقيقي، وهو ما يخرج عن معناه الحقيقي إلى معنى آخر أو أكثر كالإنكار والتوبيخ والتعجب وغيره، والمعاني البلاغية التي يخرج إليها الاستفهام ليس لها قواعد موضوعة مضبوطة منظمة يحتكم إليها، وإنما في إدراكها يعتمد على التذوق الأدبي الذاتي وعلى القرائن اللفظية والمعنوية التي تحيط بالاستفهام، ومن الطبيعي أن يختلف المفسرون في أذواقهم الأدبية وفي اكتناه ما يحيط بالاستفهام، حتى كانوا اختلفوا أحيانا فيما يدل عليه الاستفهام من معنى بلاغي.
والاستفهام بدوره مهم جدّا في نشأة العلم والأحكام الشرعية. وحين بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا طرحت الأسئلة الكثيرة عليه بالأشكال المختلفة التي تحتاج إلى الإجابة عنها، حتى نشأت منه العلوم المتنوعة في مجال عديد منها التوحيد والعقيدة والفقه والعبادة واللغة.
والأصل في أسلوب الاستفهام في كلام العرب أنه يستعمل للاستفهام عن أمر يجهله السائل، هذا من حيث الأصل، ولكن مما لا شك فيه فأنه بهذا المعنى - طلب العلم أو الفهم يستحيل في حق الله سبحانه وتعالى؛ لانه يعني جهله تعالى، وهذا محال عقلا ونقلا، لكن قد يستعمل الاستفهام على سبيل المجاز لا على سبيل الحقيقة، والسؤال هنا بلا شك لا يراد منه حقيقة الاستفهام، بل المراد منه لفت النظر لسابق التنبيه واللوم على الوقوع فيه رغم ذلك التحذير المتكرر، ويتجلى هذا النوع من الاستفهام في السياق القرآني بشكل واضح وأسلوب يتميز به القرآن ينبغي الانتباه له وفهم مقاصده بشكل تفصيلي لإدراك الرسالة القرآنية بهذا الخصوص.
وما جاء في القرآن على لفظ الاستفهام، فإنما يقع في خطاب اللَّه على معنى أن المخاطب عنده علم ذلك الإثبات أو النفى حاصل، وقد تستعمل صيغة الاستفهام في غيره مجازًا، وقد توسعت العرب فأخرت الاستفهام عن حقيقته لمعان، أو أشربته تلك المعانى.
وقد وردت أدوات الاستفهام في سورة آل عمران سبع مرات، وأغراضها تفوق عددها تبعاً لما تحمله الآيات من معانٍ، فقد تكرّرت الهمزة في السّورة أربع عشرة مرّة، ووردت "كيف" أربع مرّات، ووردت "أنّي" أربع مرّات، ووردت "أيّ" مرتين، ووردت "لِمَ" سبع مرّات، ووردت "مَن" ثلاث مرّات، وأخيراً وردت "هل" مرة واحدة.
ونلاحظ أن أسلوب الاستفهام أحد الأساليب البلاغية التي كان لها حضورا لافتاً في هذه السورة الكريمة، والذي بُني عليه الخطاب القرآني في نسيجه الفني والفكري، وسيتم كذلك دراسة أسلوب الاستفهام في السورة لا وفق أدوات الاستفهام أو حسب الأغراض البلاغية ؛ وإنما سيتم مرتباً وفق وروده في السورة؛ نظراً للعلاقة الوثيقة بين مجيء هذا الأسلوب وتدرج المضمون الفكري والحدث، وارتباط المعنى بتسلسل الأفكار وترتيبها في السورة؛ لكونه يشكل نسيجاً لغوياً متلاحماً، فالأفكار في العمل الفني تمضي مترابطة متشابكة في إيقاع فني متواصل؛ يرتفع وينخفض وفق الإيقاع الفني الذي يعزفه الخطاب القرآني المبدع.