كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة في المملكة العربية السعودية
المستخلص
تشكّلُ نظريةُ التّماسك النّصي أهميّةً كبيرةً في علم اللغةِ النّصي؛ إذ تُعنى بدراسة العلاقاتِ القائمةِ بين الجملِ المتوالية، والكشف عن ترابطِها النّصي، وأدواته الشكلية والدلالية. وقد ظهرتْ عناية القدماءِ بلُحمة النّص، من خلالِ تحليل المفسّرين النّصَّ القرآني، وتحليلِ النّحاةِ دواوين الشّعراء. ممّا يثيرُ التّساؤلَ عن أصلِ نشأة هذه النّظرية، وهل كانت لها جذورٌ ممتدةٌ في الدرس العربي القديم، أم أنها كانت وليدة الدراسات الغربية الحديثة. وقد حاولَ المحدثون العربُ الإفادةَ مِن نظريّاتِها وصوْغها في الدّرْسِ العربي، إلا أنّ دراساتهم لم تتحرّر – في الغالب – من قيودِ النّظريةِ الغربيّة. ومن هنا تأتي أهميّةُ هذا البحث؛ إذ يناقشُ نظريةَ التّماسك النّصي بين القدماءِ والمحدثين، ويبحثُ في علاقتِها بأهمّ مظهرٍ من مظاهرِها عند القدماء، والتي تجلّتْ في علمِ التّفسير. وقد اقتضتْ طبيعةُ البحث أن يُقسَّمَ إلى ثلاثةِ مباحث؛ فيناقِش المبحثُ الأولُ منها نظريّةَ التّماسكِ النّصي بين القدماء والغربيين، ويبيّنُ المبحثُ الثاني التماسكَ النّصي عند المحدثين العرب، من خلال استعراض نماذجَ من دراساتِهم، وأمّا المبحثُ الأخير؛ فيوضّحُ العلاقةَ بين التّماسك النّصي وعلم التّفسير، بصفته العلمَ الذي يُعنى بمعاني الآيات القرآنيّة، ودلالاتها، من خلالِ العلاقاتِ الدّاخليّة في النّص، ومناسباتها النّصيّة، والسياقيّةِ المقاميّة.