الجماليات اليومية حقل جديد يظهر في نطاق الدراسات الجمالية، والذي يؤكد أن كل شخص يستطيع أن يتمتع بتجربة جمالية بغض النظر عن المصدر؛ بمعنى أن التجربة الجمالية يمكن أن تحدث خلال أنشطة يومية وبالتقدير للأشياء العادية، فالفن المعاصر يهتم كثيرًا بالطريقة أو النهج الذي يتفاعل به الإنسان مع التجربة الجمالية من خلال الأنشطة اليومية. لقد كانت دراسة الحالة اليومية حاضرة بوصفها موضوعًا في الفن ومحوراً للاهتمام في علم الاجتماع والانثروبولوجيا، فهناك تفاعلاً بين الإنسان وكل ما يحيط به من علاقات وأشياء وأدوات وطبيعة وطقوس معينة يؤديها كل يوم، ورغم أن هذه التجارب فردية إلا أنها اجتماعية في المقام الأول؛ لأن فعل الإنسان وسلوكه يدور داخل إطار مجتمعي. نتناول في هذا البحث قضية من قضايا الاستطيقا المهمة وهي قضية (استطيقا الحياة اليومية) Aesthetics of Every day life ، وهي القضية التي بدأ الفيلسوف الأمريكي جون ديوي في إثارتها عام 1934م في كتابه الهام (الفن خبرة) Art as Experience. وجماليات الحياة اليومية أحد الموضوعات التي تندرج تحت النظرية الاستطيقية، ولم ينظر إليها نظرة جادة إلا في ثمانينيات القرن العشرين.