تتناول هذه الدراسة جانبًا من جوانب المناقشة المعاصرة حول: الموضوعية العلمية، المثل الأعلى للعلم الخالي من القيم، والمجازفة الاستقرائية. حيث يُطرح السؤال عما إذا كان من الممكن الدفاع عن هذا المثل الأعلى في ضوء المجازفة الاستقرائية، وهل تشكل أحكام القيمة المتعلقة بالمجازفة الاستقرائية تهديدًا حقيقيًا لموضوعية العلم؟
كثيرًا ما يزعم البعض أن العلم يجب أن يكون "خاليًا من القيم" بمعنى أن القيم الأخلاقية والسياسية والاجتماعية ليس لها دور مشروع في تبرير النظريات العلمية؛ من أجل ضمان تمتع المبادئ العلمية بدرجة عالية من الموضوعية وتجنب الذاتية التي ينطوي عليها حكم القيمة. ويمكن القول إن هذا المفهوم سمح بتطور علمي قوي لعقود من الزمان. ومع ذلك، فقد تعرضت هذه النظرة للتحدي بقوة في العقود الأخيرة، وبات من المقبول الآن أن العلم الخالي من القيم أمر مستحيل. تهدف هذه الدراسة إلى تبرير ضرورية القيم غير المعرفية منطقيًا حتى في المراحل الداخلية للتفكير العلمي. والتفكير في الكيفية التي يمكن بها لهذه القيم أن تؤثر على العملية العلمية دون تعريض موثوقيتها للخطر. وقد أظهرت الدراسة أن العلم مُحمل بالقيم بالضرورة، ويجب على العلماء إصدار أحكام قيمية من أجل ممارسة العلم بمسؤولية ونزاهة. من خلال مناقشة روايتين مؤثرتين لمنظور العلم المحمل بالقيم وفقًا لـ هيلين لونجينو، وهيذر دوغلاس، حيث يوضحان أسسًا منطقية قوية لاستيعاب القيم غير المعرفية داخل الخطاب العلمي. ويقدمان رؤى عديدة حول ماهية الموضوعية، ونظرًا لأن أيًا منها لا يعتمد على علم خالٍ من القيم، فيمكننا رفض المثل الأعلى الخالي من القيم دون تعريض موضوعية العلم للخطر. وقد استعان الباحث بالمنهج التحليلي النقدي في دراسته.