محمد عليش, عفاف. (2025). واقع اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء بين التحديات والآفاق المستقبلية (دولة تشاد نموذجا). المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط, 33(95), 11-38. doi: 10.21608/aakj.2025.366451.1997
عفاف محمد عليش. "واقع اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء بين التحديات والآفاق المستقبلية (دولة تشاد نموذجا)". المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط, 33, 95, 2025, 11-38. doi: 10.21608/aakj.2025.366451.1997
محمد عليش, عفاف. (2025). 'واقع اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء بين التحديات والآفاق المستقبلية (دولة تشاد نموذجا)', المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط, 33(95), pp. 11-38. doi: 10.21608/aakj.2025.366451.1997
محمد عليش, عفاف. واقع اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء بين التحديات والآفاق المستقبلية (دولة تشاد نموذجا). المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط, 2025; 33(95): 11-38. doi: 10.21608/aakj.2025.366451.1997
واقع اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء بين التحديات والآفاق المستقبلية (دولة تشاد نموذجا)
بلاد أفريقيا جنوب الصحراء هي تلك البلاد التي يتكون منها السودان الأفريقي الكبير الذي يمتد من وادي النيل شرقا وحتى السنغال غربا، وسميت بهذا الاسم لأن أصلها من السود. وقد شهد السودان الأفريقي جنوب الصحراء ظهور ممالك وسلطنات، وبعد دخول الإسلام إليها ظهرت هذه الممالك وتوسعت واستمدت منها سلطنات نيجيريا، ومملكة سانغاي، ومملكة مالي، ومملكة كانم. ومع دخول الإسلام وانتشاره، انتشرت اللغة العربية في ربوع أفريقيا جنوب الصحراء وصارت لغة الممالك الرسمية، نتيجة للتعليم الديني والعربي، الذي انتشر في هذه البقاع، ولكن اللغات المحلية الأفريقية كانت منتشرة في أوساط الأهالي بصورة كبيرة، غير أن مملكة كانم قد امتازت بين الممالك بأنها قد اعتمدت اللغة العربية، وصارت هي اللغة الرسمية في الدواوين الحكومية وفي المجتمع الكانمي. وقد انتشرت اللغة العربية كلغة رسمية في مملكة باقرمي كما شهدت اللغة العربية ازدهارا علميا، في مملكة وداي وكان وضع اللغة العربية في هذه الممالك يسمو إلى مكانة الدين نفسه، فكانت هي الغاية التي يصبو إليها الجميع ملوكا وشعبا، فتسامت وازدهرت وانتشرت في ربوع هذه الممالك، فكانت هي الهوية والأصالة والثقافة والتعليم والعقيدة، وقد تحققت أسباب التطور والرقي نتيجة العناية بها. وقد ساعد وجود العنصر العربي، وانتشار القبائل العربية في بلاد كانم وباقرمي ووداي إلى رسوخ اللغة العربية، وتمكنها في هذه المجتمعات حتى بلغت شأوا عظيما ومكانة رفيعة، وصارت تشاد هي البلد الأفريقي الوحيد الذي يتحدث العربية. ولما كانت العربية لغة حية كان من الطبيعي أن تجد نفسها على مر العصور في حالة ازدهار وتنامى وبحث دائم، وانتشار على نطاق واسع، وبالأخص أن منابعها المكينة المعطاءة متوفرة في القرآن الكريم المشرف، بوجود القبائل العربية في تشاد وعندما دخل المستعمر وجد مجتمعات عريقة وثقافات مكينة وتعليم واسع النطاق، ولغة رسمية وشعبية توحي بهوية الجماعة. ومن طبيعة الاستعمار السعي دائما إلى طمس هوية الشعب ومحو ثقافته من أجل أن يكون تابعا له، حتى يتمكن من مسخه فقام المستعمر بمحاربة اللغة العربية في شخص علمائها وشعرائها، ومذبحة الكبكب خير دليل على ذلك، كما قام بفرض اللغة والتعليم الفرنسي، ونشر سياسة الاستيعاب، ولكن اللغة العربية ظلت ثابتة في المجتمع، وما لبث أن هبت عملاقة قوية، تشق دربها إلى المعالي والأعالي في الوقت الحاضر، فالاستعمار لم يتمكن من قلع جذور اللغة العربية ولكنه لم يرض بها . فالوقت الراهن يبشر بالخير وبالغد الواعد، لهذه اللغة التي هي هوية الشعب بأصالته ولسانه وعقيدته وثقافته ومستقبله. فالماضي كان الأساس المكين، والحاضر هو البناء المتين للغة العربية في بلاد جنوب الصحراء، نموذج تشاد ومن خلال هذا البحث أتعرض لوضع اللغة العربية في الماضي، في القسم الأول من البحث، وفي الحاضر في القسم الثاني من البحث. وأرجو التوفيق من الله، واعتذر عن كل خطأ أو سهو أو غلط في طيات هذا البحث والله المستعان.