يتناول هذا البحث انعكاسات النهضة الفكرية والثقافية بالإسكندرية على تشكيل نصوص الكاتب المسرحي السكندري المعاصر، على مستوى الشكل والمضمون؛ لذا يشير الباحث فى البداية لأهمية الدور المحوري الذي تلعبه مدينة الإسكندرية منذ القدم في تشكيل الوعي الفكري، والإبداعي؛ بسبب ما شهدته من نهضة فكرية وثقافية متراكبة - عبر العصور المختلفة - ترافقت مع تحولات اجتماعية، وتعليمية، وحضارية عميقة، موضحاً أن هذا الحراك الفكري أفرز بيئة خصبة لإنتاج تيارات فنية متنوعة، من أبرزها المسرح بوصفه مرآة للوعي الجمعي، وفضاء لتشكيل الرؤى المعاصرة للواقع المعيش.
ثم يرصد الباحث أبرز القضايا التي عالجتها بعض نصوص الكاتب المسرحي السكندري المعاصر، وأساليب معالجتها؛ ليتتبع الأثر الذي تركته هذه النهضة في صياغة هذه النصوص المسرحية على مستوى الشكل، والمضمون.
وقد أوضحت النتائج أن النهضة الفكرية والثقافية في الإسكندرية لم تكن مجرد سياق جغرافي، أو لحظة تاريخية، بل بنية روحية، ومعرفية، انعكست بعمق على النص المسرحى الذي أنتجه كُتّاب المدينة، وقد تجلت في الرمز، واللغة، والرؤية، وشكلت بذلك تيارًا دراميًا خاصًا ينطلق من روح سكندرية تؤمن بالحرية، والتعدد، والإنسان، وتُعلى من شأن الجمال بوصفه موقفًا فلسفياً وفكرياً من العالم.
)
View on SCiNiTO