تهدف الدراسة الراهنة إلى تکملة سلسة من الدراسات التي تظهر تأثير التخطيط العمراني للمدينة في مناخها المحلي؛ حيث تهتم بتسليط الضوء على خصائص المساحات الخضراء في المدينة ومعرفة الواقع الحالي لهذه المساحات والمدى الذي يبلغه التأثير التبريدي للمسطحات الخضراء في مناخ المدينة، ومن ثم إظهار أهمية المساحات الخضراء مناخيًا، وقد اعتمدت الدراسة في تناولها للظروف الحرارية لمدينة أسيوط الجديدة أکثر من أسلوب، الأسلوب الأول هو الاعتماد على المرئيات الفضائية والاستشعار عن بعد کمصدر رئيس للبيانات الحرارية من خلال مستشعر Thermal band في دراسة درجة حرارة سطح الأرض. وقد تم استخدام ثلاث مرئيات بشکل رئيس: من نوع Landsat-8 OLI&TIRS، بتاريخ 5 مايو2021م (نموذج لفصل الربيع) و8 يوليو2021م (نموذج لفصل الصيف) و26 سبتمبر2021م (نموذج لفصل الخريف)؛ بهدف دراسة الصورة التوزيعية لدرجة حرارة سطح الأرض خلال فترة عدم الراحة الحرارية داخل المدينة وإظهار التباين المکاني لدرجة الحرارة على مستوى الغطاءات الأرضية للمدينة. يلي ذلک تناول للظروف الحرارية لمنطقة الدراسة باستخدام بيانات الرصد الحقلي، واعتمد الباحث على أسلوب الرصد الحقلي لرصد درجات الحرارة داخل وخارج المسطحات الخضراء؛ لتَعَرُّف التباين اليومي لدرجة الحرارة وعلاقته بالمسطحات الخضراء، وبالتالي تقييم المناخ التفصيلي للمساحات الخضراء في المدن . وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، منها:
· بلغت نسبة المساحات الخضراء بالمدينة، (0.006%) من المساحة الإجمالية للمدينة، و3.02% من مساحة الکتلة العمرانية الحالية، وقدر نصيب الفرد من المساحات الخضراء، بحوالي (6.7م2/للفرد)، بينما إذا وصل عدد السکان للمستهدف من إنشاء المدينة فسوف يقدر نصيب الفرد بحوالي (0.36م2/للفرد)، وهي نسب بعيدة عن الحد الأدنى في المعايير الدولية. عشوائية توزيع المساحات الخضراء، واتساع المساحات الفضاء غير المبنية بالمدينة. · تنخفض درجة حرارة سطح الأرض بالاتجاه صوب المساحات الخضراء لتسجل أقل درجات حرارة نهارًا خلال فترة عدم الراحة الحرارية مقارنة بالکتلة المبنية والأسطح الصحراوية بعمران المدينة، مما يشير إلى أن المساحات الخضراء تمثل جزيرة حرارية باردة بالنسبة لباقي الغطاءات الأرضية؛ حيث تبلغ شدتها الکلية (-2.5 إلى-3.4°م) بالنسبة للکتلة المبنية، (-3.7 إلى-4.5°م) بالنسبة للأسطح الصحراوية. وجود علاقة عکسية متوسطة بين کل من مؤشر التباين النباتي النسبي ودرجة الحرارة، فکلما زادت الکثافة النباتية (ارتفاع مؤشر NDVI) انخفضت درجة الحرارة، والعکس صحيح. بلغ معدل التبريد للمسطح الأخضر والذي تصل مساحته إلى 13 ألف م2، حوالي 1.7°م عن نطاقها الخارجي حتى 500م. کما يختلف تأثير تبريد المساحات الخضراء زمنيًا؛ حيثُ إنَّ تأثير التبريد أکثر وضوحًا خلال ساعات النهار، وأشهر فصل الصيف عن شهور الربيع والخريف. وجود علاقة طردية قوية بين معدل التبريد والقرب من المسطحات الخضراء في الاتجاهات المختلفة ليلا ونهارا، حيث يزداد معدل التبريد کلما اقتربنا من المسطحات الخضراء. اقترح الباحث نموذجًا لتحديد أولويات إنشاء مناطق خضراء في الکتلة العمرانية الحالية للمدينة من خلال بناء نموذج مکاني داخل نظم المعلومات الجغرافية GIS Spatial Model وفقا لمجموعة من المعايير المختارة، وهي: البعد عن المسطحات الخضراء الحالية، درجات الحرارة (المناطق الأکثر حرارة)، المساحات غير المبنية، وسرعة واتجاه الرياح، لتحديد مجموعة من المناطق ذات الأولوية المختلفة لإنشاء مساحات خضراء جديدة داخل الکتلة العمرانية الحالية.
مشاهدة على SCiNiTO
بداية الصفحة