عرفت المكتبات الجامعية نظرًا للتطور التكنولوجي السريع، تغيرات واسعة على جميع المستويات سواء على مستوى نوع وشكل المصادر، أو نوع الخدمات المكتبية التي تقدمها، وتبعا لهذه التطورات كان على المكتبات الجامعية تحسين خدماتها لمواجهة هذه التحديات، وذلك من خلال مواكبة التطورات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقد عجلت الأزمة الصحية التي أحدثتها جائحة كورونا مسار الرقمنة لأغلبية قطاعات النشاط في الدول المختلفة، والعمل السريع على تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي التي من شأنها تشجيع التواصل والاتصال، فالتحول الرقمي يتميز بالعديد من الإيجابيات للمؤسسات المختلفة فهو يوفر الكثير من الجهد ويحسن كفاءة العمل، ويحقق الجودة ويبسط الإجراءات للوصول إلى أرقى الخدمات المقدمة لجمهور المستفيدين.
وأصبحت قضية التحول الرقمي للجامعات من القضايا الحديثة في مجال الإدارة الجامعية نظرًا لما للتحول الرقمي من أهمية، والذي يرتبط بمفهوم المنظمة الرقمية وبيئة استخدام المعلومات، وقد تناولت الباحثة دراسة التحول الرقمي بالمكتبات الجامعية ودوافع التحول الرقمي، والتحديات التي تواجه المكتبات الجامعية في تطبيق التحول الرقمي، وطبقت الدراسة علي جامعة أسيوط، وما تقدمه الإدارة العامة للممكتبات بالجامعة لمكتباتها من دعم وتطوير نحو الاتجاهات الحديثة في التحول الرقمي، وتوصلت الباحثة إلي مجموعة من النتائج، أن تطبيق التحول الرقمي في المكتبات الجامعية يوفر واقعًا جديدًا ومتطورًا لظروف العمل داخلها، وإن مشروع رقمنة الكتب لا زالت في بداياتها، فهي بحاجة للكثير من الجهد والموارد والإمكانيات الهائلة لتحويل المعرفة والخبرة البشرية الموجودة في الكتب لصورة رقمية، وأهم العوائق التي تواجه أخصائي المعلومات في عملية الإتاحة الرقمية الملكية الفكرية، واللغات الأجنبية التي تمثل أكبر رصيد حسب الترتيبات والتصنيفات العالمية، وأوصت الباحثة بمجموعة من التوصيات، أهمها، العمل على استقطاب كفاءات بشرية متخصصة في الرقمنة، وتوفير الإمكانات المادية والمالية لضمان نجاح عملية التحول الرقمي، وذلك من خلال إيجاد مصادر تمويل بديلة عن التمويل الحكومي، ومشاركة مؤسسات المجتمع المدني كافة في عملية التحول الرقمي.