رغم أن الفارابي فيلسوف مسلم إلا أن تصوره للعالم لم يكن تصورًا إسلاميًا خالصاً بل كان مزيج من الفكر اليوناني والفكر الإسلامي لكن غلب عليه التصور اليوناني وخصوصًا التصور الأفلوطيني بخصوص نظرية الفيض وكيف أن العالم فاض عن الله، فقد أثبت الفارابي بعدد من الأدلة وجود الله وأعطاه صفات الكمال التي تؤهله لأن يفيض عنه العالم فكان التسليم بوجود الله له بعد إسلامي أما فيضان العالم عن الله فقد كان أثرًا لليونان في فكره بل كان الفارابي على حد تعبير (فورمسي) هو أول من أدخل مذهب الصدور في الفلسفة الإسلامية وقد مزج الفارابي في نظرية الفيض بين تصور أفلاطون وأرسطو من ناحية وتصور أفلوطين من ناحية أخرى فالعالم فاض عن الله، وبالتالي فالعالم قديم قدم الذات التي فاض عنها، ولكن هذا الفيض تم من خلال عملية تسلسل من الأول وحتى الوجود الحادي عشر، فالعالم إذن تابع لله من خلال العقل الفعال، وهنا يستخلص الفارابي أن العالم فاض عن الله كما يفيض النور عن الشمس. وفيما يلي سوف نعرف أهم آراء الفارابي في تصوره للعالم.