جامعة الوادي الجديد، كلية الآداب - محافظة الوادي الجديد
المستخلص
تُناقش هذه الورقة البحثية واحدًا من الموضوعات التاريخية التي لم تنل اهتمام الباحثين، وهو "التنكر في بلاد الشام عصر الحروب الصليبية خلال الفترة الممتدة منذ حصار الصليبيين لمدينة نيقية سنة 1097م، وحتى عقد صلح الرملة بين المسلمين والصليبيين سنة 1192م. والواقع أن الَتنكُّرُ ظاهرةٌ طبيعيةٌ ضاربةٌ في القِدَمِ ومعروفة في بيئات حية مختلفة. فكثير من الحيوانات والحشرات والطيور وحتى النباتات مارست أسلوب التنكر والتَخّفي والتمويه؛ من أجل البقاء على حياتها، وضمان استمرار نوعها وفصيلتها، ويكون الغرض إما الإفلات من الفرائس، أو اصطياد فريسة. وعلى مستوى المجتمع البشري عرف الإنسان التنكر ومارسه وطوّره؛ مُعتمدًا على ذكائه وقدراته العقلية في التَخّفي والتمويه لتحقيق أهداف ومآرب لا تتحقق إلا بالحيلة. وتكمن أهمية الدراسة في كون التنكر حيلة من حيل المكر المشروعة التي استخدمها المسلمون والصليبيون على حد السواء خلال صراعهم؛ وذلك لتحقيق أغراض سياسية، وعسكرية، واستخباراتيه، وإدارية، وغيرها من الأغراض، على نحو كشف عن أن التنكر كان أحد الأسلحة التي اُستخدمت في الصراع بين الجانبين. ورغم ندرة الإشارات المصدرية، فقد حاول الباحث تقديم دراسة مقبولة عن الموضوع، وتضمنت الدراسة محاور عدة، بدأتها بتعريف التنكر لغةً واصطلاحًا، ثم تناولت في صورة موجزة صورًا لبعض مظاهر التنكر قبيل العصر الصليبي، ثم تناولت الدراسة بالتفصيل أهم الأسباب والأهداف والغايات التي دفعت المسلمون والصليبيون إلى التنكر، فتناولت بالشرح التنكر لأسباب سياسة، وعكسرية، واستخباراتية، وإدارية، ولدواعي أمنية وانتقامية وغيرها من الدوافع والأغراض. كما ألقت الدراسة الضوء على أشكال التنكر وآلياته، وختمت الدراسة بالحديث عن محاولات التصدي لعمليات التنكر.