يتناول البحث صورة الزوج والزوجة اليهودية بعد الهجرة إلى إسرائيل، مع التركيز على قضايا العنف والبطالة وصعوبة وجود مأوى، ذلك من خلال رواية "לאחות הקרעים تضميد الجراح" ثنائية التأليف لكل من شوشنا فيج " שושנה ויג" وحفتسيفا جولدنبرج חפציבה גולדנברג " تلك الرواية التي عرضت لصورة الزوج والزوجة في إطار صنوف المصاعب التي واجهتهما، وكان على الزوجة العبء الأكبر في تحمل هذه الصعاب، ويبدو أن صورة البطلة في الرواية تتماهى مع صورة "حفتسيفا جولدنبرج" التي قاست عددًا من ويلاتٍ حقيقية سجلتها على مدار ثلاثين عامًا في صورة ذكريات، وعلى ذلك تمكنت فيج من عرض قضايا تمس الزوج والزوجة في رواية أقرب ما تكون إلى تجربة "جولدنبرج" الشخصية، حيث سردتها بشكل أدبي تحت مسمى ''זכרונות ذكريات "، والرواية تقترب في كثير من مكوناتها مع مكونات السيرة الذاتية، حيث استندت على أحداث حقيقية مرت بها إحدى المؤلفتين وهي حفتسيفا التي ظلت تكتب هذه الرواية على مدار ثلاثين عامًا، حيث بدأت تسجل الأحداث التي تقع لها عام 1982م، حتى صدرت الرواية عام 2010م عن دار نشر "بيوتيت تسير- أور" "פיוטית ציר-אות"، وعدد صفحاتها 208 صفحة، والرواية تستند على أحداث حقيقية من واقع حياة حفتسيفا مع زوجها "آسَف" وخاصةً بعد الهجرة إلى إسرائيل، وعلى ذلك تغدو الرواية كتاب ذكريات عن حياة المعاناة التي عانتها حفتسيفا بعد هجرتها وزواجها إلى إسرائيل، وقدمت الرواية صورة الزوج السيئ والزوجة التي تعاني من زوجها، وفيها عرضت واقع كثير من اليهوديات اللائي تعرضن للعنف من الزوج ومن المجتمع، وهو ما صرحت به حفتسيفا حول كيفية كتابة قصتها التي تستند – في حقيقة الأمر – على واقع حقيقي لحياتها الأليمة والتعيسة، وخشية من عدم تذكر كل ما مر بها من أحداث، قررت الكتابة كي يتعرف المجتمع الإسرائيلي على معاناتها في إسرائيل، وهي لا تطلب الرحمة أو الشفقة من أحد، لأن الجرح النفسي في حياتها لا يلتئم، فهي تمثل جيل لم يندمج في إسرائيل، كما تقول "حفتسيفا" عن الرواية: "هي رسالة إلى كل بنات إسرائيل من أجل التدقيق في اختيار شريك حياتهن".
ومنهجيًا فقد اتخذت الدراسة المنهج النقدي التحليلي في رصد صور كل من الزوج والزوجة في الرواية محل الدراسة، وذلك عبر إدراك الخصائص الموضوعية للظاهرة محل الدراسة – وهي في حالتنا هنا صورة الزوج والزوجة في عمل أدبي – وذلك عبر أدوات إجرائية منضبطة ودقيقة، قدر ما يتاح لنا من معارف وعلوم، وعبر نسق نظري واع بخصوصية الظاهرة محل الدراسة.