كلية العلوم الانسانية والاجتماعية - قسم التاريخ جامعة الملك سعود - المملكة العربية السعودية
المستخلص
يكتب الباحث عن فترة حكم الأمير فخر الدين المعني الثاني (١٥٩٠-١٦٣٥) الذي حكم لبنان لحوالي ٤٥ سنة ، يرصد خلالها نشأته وكيفية توليه الحكم وعلاقاته الخارجية مع الكيانات المحلية مثل قبائل فلسطين والأسر الحاكمة في بلاد الشام، وأيضاً علاقاته المتذبذبة مع الدولة العثمانية بالإضافة لعلاقاته مع الدول الغربية مثل الإمارات الإيطالية والفاتيكان وفرنسا وجزيرة مالطا وهي العلاقات التي كانت سبباً لغضب الدولة العثمانية عليه وتصميمها على التخلص منه فيما بعد. وكان لظهور العديد من الوثائق العثمانية والإيطالية في الآونة الأخيرة، حول علاقة الأمير فخر الدين الثاني بالدول الأوروبية على وجه الخصوص أثر كبير في فهم بعض ملابسات هذه العلاقات وأسبابها. استمر فخر الدين الأول في الحكم حتى عام: 1544م، حيث توفي وقيل قتل غدراً في دمشق، حينما كان في ضيافة والي دمشق، فخلفه ابنه قرقماز، الذي اتبع سياسة والده في الحكم في عدم استفزاز العثمانيين ولكن هذا الهدوء لم يستمر، ففي عام: 1584م، كانت قافلة محملة بأموال الضرائب، تمر عبر الأراضي التابعة لقرقماز، متجهة إلى العاصمة إستنبول، فتم الاعتداء عليها، وسُرقت ما تحمله من أموال، وبتحريض من العائلات المنافسة للمعنيين ثم اتهم قرقماز بسرقتها، وأمر السلطان العثماني واليه في مصر بالذهاب إلى الشام، لتأديب قرقماز ومن تحالف معه من أمراء الدروز، وانتهت الحملة التأديبية بمقتل الأمير: قرقماز خنقاً، في مغارة الشقيف