خلال الفترة التي تلت إعلان بريطانيا تصريح فبراير 1922م، قامت بريطانيا بمحاولات عديدة لفصل مصر عن السودان، وقد قامت الحكومات المصرية المتتالية بالدخول في العديد من المفاوضات الهدف منها جلاء القوات البريطانية عن مصر مع التمسك بوحدة وادي النيل مصر والسودان. ومع تولي الحكومة في مصر حكومات أطلق عليها اسم حكومات الأقلية لأنها لم تكن ذات شعبية وفدية، وجاءت بناء علي رغبة الملك، إلا أن تلك الحكومات قد دخلت مع بريطانيا في عدد من المفاوضات تمسكت خلالها بحق مصر في السودان، ولكن جميع المفاوضات انتهت بالفشل لعدد من الأسباب. من أهم المفاوضات التي دخلتها حكومات الأقلية مفاوضات محمد محمود- هندرسون، والتي فشلت لإصرار بريطانيا علي ضرورة عرض المقترحات على البرلمان المصر الذي كان متوقفا في ذلك الوقت، ومحادثات صدقي-سيمون والتي لم تكتمل لتصل عن حد المفاوضات، وانتهت باستقالة حكومة صدقي، ومفاوضات صدقي –بيفن، والتي انتهت بسبب تمسك بريطانيا بفصل السودان عن مصر، حيث كانت بريطانيا في جميع مفاوضاتها تحاول انتزاع السودان وفصلها عن مصر ويقابل ذلك بالفرض من الحكومة المصرية.