قسم اللغة العبرية وآدابها بکلية الآداب - جامعة أسيوط
المستخلص
قدمت الدراسة تعريفا للنفس بأوصاف دون التعرض لماهيتها المادية مع إمكانية النظر إلى تأثيرها في الجسم ومدى ظهور هذا التأثير في سلوكيات الكيان البشري، وقد توافقت كلمة «نفس» في اللغة العربية مع "נפש" في اللغة العبرية مع خلط الأخيرة بين "נפש" "רוח" «نفس، روح» وكذلك في بعض الكتابات العربية، مع تأثر كل من العربية والعبرية بالفكر اليوناني عند تناولهما للنفس في الكتابات الفلسفية، وقد تبين من الدراسة أن النفس كيان يسكن الجسم وينمو معه حسب المراحل العمرية للجسم البشري، فلم يستطع أحد أن يصف الفروق بين نفس الطفل والنفس في المراحل العمرية الأخرى، مع عدم انقسام النفس إلى أنواع النباتية-الحيوانية-الناطقة) وأن تلك الصفات هي بمثابة مراحل عمرية لكيان واحد.، وتبين من الدراسة أن النص المترجم ربما يعود للفارابي؛ لعدم اختلاف النص عن أسلوبه في تناوله للنفس، لذا يعد الفارابي نموذجا للتأثيرات اليونانية على الفكر الإسلامي العربي، فكان الفكر الإسلامي المعبر الحقيقي بين الفكر اليوناني والفكر اليهودي مع وجود ترجمات عبرية لمؤلفات يونانية قبل الإسلام، وقد أظهرت الدراسة وجود ترجمات عبرية لمؤلفات باللغة العربية ضاعت نسختها العربية يؤكد على أهمية استعادة التراث العربي بإعادة الترجمات إلى أصلها العربي، كما أظهرت الدراسة إمكانية تحويل مصطلح "هيولي" اليوناني الأصل إلى«الشيء» ليتوافق مع اللغة العربية، ومصطلح "الجوهر" إلى «الكيان»، وتبين من الدراسة عدم ارتباط النفس بالعقل فكلاهما مختلف عن الآخر فلا يصح القول بالنفس العاقلة للدلالة على مرحلة النفس الناطقة أو المتكلمة؛ حيث ظهر من خلال النظر في القرآن الكريم عدم وجود «عقل» مع وجود الفعل الدال على التعقل والتفكر والتدبر؛ مما يؤكد أن العقل ليس في المخ أعلى الجسم بل هو في القلب