تتناول الدراسة التمظهرات المجتمعية للثقافة الطاردة في المجتمع المصري وتأثيرها على الحركة الإنسانية نحو التنمية المستدامة. وقوفًا على التحديات والفرص التي يواجهها المجتمع، والسبيل الذي يُمَكِّنﱢ من تجاوز هذه الثقافة؛ اعتمادًا على تقنيات المنهج العلمي بأسلوبه الوصفي التحليلي، وطريقة المسح الاجتماعي بالعينة، وأدوات التحليل النوعي لبعض التقارير الإنمائية، والقياس والتحليل الكمي عبر تصميم بطارية كلية مُقننة مُتضمنة ثلاثة مقاييس فرعية لـ (الثقافة الطاردة، الحركة الإنسانيَّة، والتنمية البشريَّة)، وفق تدرج القياس الخماسي، جرت معالجة مخرجاته عبر معاملات الإحصاء الوصفي والاستدلالي بعد تطبيقه علي عينة (غير احتمالية بالملاءمة والإتاحة) بلغت (2319) مفردة من المجتمع المصري، وخلصت نتائجها إلى أن تمظهرات الثقافة الطاردة تعكس الاختلالات الاجتماعية والبُنَى القائمة في المجتمع، حيث ترتبط بممارسات غير مواتية وحالة المجتمع المصري؛ تسهم في تعزيز اللامساواة والاستبعاد والتهميش الاجتماعي، والهجرة كاستجابة للهشاشة الاقتصادية والاجتماعية، مما يعرقل الحركة الإنسانية نحو تحقيق التنمية المستدامة، والتي يرتبط تحقيقها بمدى نجاح المجتمع في تقليص الثقافة الطاردة وتحفيز الحركة الإنسانية البناءة، وكشفت الدراسة عن وجود علاقات ارتباطية دالة إحصائيًا بين الثقافة الطاردة والحركة الإنسانية والتنمية المستدامة، وتأثر مستوى التنمية بتأثير الثقافة الطاردة والحركة الإنسانية مع تباين الخصائص الاجتماعية للمجتمع المصري. وأوصت بضرورة تعزيز استراتيجيات التنمية الشاملة لتحقيق الاستدامة والتوازن بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة.