مصطفى محمد حسانين مكادي, هبة. (2024). مونادات جوته في : "الديوان الشرقي الغربي". المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط, 33(92), 847-880. doi: 10.21608/aakj.2024.320542.1887
هبة مصطفى محمد حسانين مكادي. "مونادات جوته في : "الديوان الشرقي الغربي"". المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط, 33, 92, 2024, 847-880. doi: 10.21608/aakj.2024.320542.1887
مصطفى محمد حسانين مكادي, هبة. (2024). 'مونادات جوته في : "الديوان الشرقي الغربي"', المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط, 33(92), pp. 847-880. doi: 10.21608/aakj.2024.320542.1887
مصطفى محمد حسانين مكادي, هبة. مونادات جوته في : "الديوان الشرقي الغربي". المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط, 2024; 33(92): 847-880. doi: 10.21608/aakj.2024.320542.1887
على الرغم من أن فلسفة "يوهان فولفغانج جوته J.W.V.Goethe" (1794-1832 ) يمكن تقديمها بأشكال مختلفة سواء من خلال قراءة فلسفته الطبيعية كانسجام بصورة بيولوجية في الكائن الحي ذاته أو في علاقته بالعالم الخارجي، أو قراءة فلسفته التي أكد من خلالها على "اللانهائي" في العديد من أعماله العلمية والفلسفية. إلا أن دراستنا هذه تركز على جانب آخر يُضاف إلى ماسبق من جوانب، وهو الجانب الذاتي الروحاني في بُعده الجمالي الأدبي. فلقد اتضح في أعمال العديد من مؤرخيه أنه كان منحازًا إلى فكر باروخ اسبينوزا B.Spinoza(1632-1677) حيث الحقيقة القصوى ملتحمة بالعالم فتكون تلك الحقيقة تفسيرًا للعالم ويكون هو (أي العالم) وصفًا لها. إلا أن ذلك لم يمنع من وجود لمحات توضح تأثره بفكر جوتفريد فيلهلم ليبنتزG.W.Leibniz (1646-1716) أيضًا حيث الوعي هو الذي يتحكم في درجة الموجودات وترتيبها وحركتها وصولًا منها كمونادات إلى المُناد الأعظم وهو الإله. وهذا ما اتضح في واحد من أهم أعماله وهو "الديوان الشرقي الغربي"* والذي أضاف فيه إلى الطابع الطبيعي الفلسفي صبغة ذاتية روحية، حيث الذات الإنسانية في وعيها بمنادها ووعيها بالتالي كمرآة بما حولها من مونادات تتهيأ (أي الذات) بمرور الوقت إلى الإتصال بالمُناد الأعلى. ومن هنا جاء اهتمامنا بدراسة هذا الديوان الذي حفل بكل تلك الجوانب ولخص في الوقت ذاته حياة هذا الفيلسوف وفكره.
(*) لقد انطلقت أروع القصائد التي تكوِّن نواة هذا الديوان في مرحلتها الأولي في 25 يوليه 1815، وكان لهذه المرحلة أثران قويان وسّعا من دائرة تفكير جوته الموجودة بهذا الديوان – بعد بحثه عن الهدوء بعيدًا عن الإضطرابات السياسية والوجدانية التي مر بها – وهما اولًا: ملاحظاته العلمية أثناء رحلته إلى جنوب المانيا هناك في منطقة الرين الجنوبية بسحر طبيعتها والتي قوّت اعتقاده في نظريته القائلة بأن كل شيء في الحياة تطور وتحول، ابتداءً من النبات، مارًا بالحيوان، حتى الإنسان، ثم ثانيًا: صلته ببني بواسرية وما عندهم من مجموعة من الصور الفنية الرائعة وقد ملأته اعجابًا بالفن الجرماني المسيحي. وفي 24 مايو 1815 قام جوته برحلته الثانية إلى نفس المكان ولكن هذه المرة تعرف على (مريانة) التي اشتعل قلبه بها حبًا، وكاد الديوان أن ينتهي في هذا العام؛ ولكن جوته لم ينشره حينئذ كله وانما نشر منه بعض القطع، واضاف اليه قطعًا جديدة سنة بعد سنة، ومن سنة 1816 حتى سنة 1818 وجوته يتابع دراساته الشرقية، التي كانت نتيجتها هذه التعليقات والمباحث التي تُعين على فهم الديوان، وهي التي أضافها إلى آخر الديوان وطبع الجميع لأول مرة سنة 1819.
وينقسم الديوان إلى قسمين كبيرين: القسم الأول، وهو، الشعر، والقسم الثاني: نثر، وهو عبارة عن هذه التعليقات التي وضعها جوته لكي يُفهم الديوان، وهي خاصة بتاريخ الآداب العربية، والفارسية، والعبرانية، والقسم الأول يتكون من اثني عشر كتابًا جاءت بالترتيب كالتالي: كتاب المغني، كتاب حافظ، وكتاب العشق، وكتاب التفكير، وكتاب سوء المزاج (الضيق )، وكتاب الحكمة، وكتاب تيمور، وكتاب زليخة، وكتاب الساقي، وكتاب الأمثال، وكتاب البارسي، وأخيرًا كتاب الخُلد، وقد وضع جوته أسماء هذه الكتب باللغة الفارسية وتحتها ترجمتها الألمانية. انظر: (جيته: الديوان الشرقي للمؤلف الغربي، ترجمة عبد الرحمن بدوي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1966، ص 9 وما بعدها).